و كان للأطباء الجراحين وسائل في غاية الصغر و الدقة ، و استخدموها لتقصي الخلايا السرطانية و القضاء عليها، ترى ما كان يحدث؟ و اذا كان بالأمكان عزل جزء مصاب من الخلية الحية ، و من بعد ذلك ابداله بأخر سالم بالإستفادة من آله بيولوجية، ماذا كان يحدث؟
وحقاً لو اصبح ذات يوم في مستطاع الإنسان اختراع وسيلة، صغيرة جداً بحجم الجزيء ، تقوم بعملية ايصال الدواء الى الجزء المطلوب من نسيج في الجسم، هل يعتبر هذا الأمر انجازاً خارقاً ، و امراً مهماً في دنيا الطب و عالم التكنولوجيا؟
هذه التساءلات التي طرحناها هنا، و العديد من امثالها ، ليست من قبيل الخيال العلمي، و ما هي باجزاء من سيناريوهات افلام الخيال العلمي ، وقد اصبح موضة في سينما العصر الحديث. لا سيما منذ 30 او 40 عاماً مضت.
نعم ان هذه الأمور ، هي قوام بحوث علمية ، يعكف العلماء على متابعتها في الوقت الحاضر، و اذا ما اثمرت مثل هذه البحوث، فإنها بلا ريب ستحقق ثورة في علم الطب، و اسلوب حياة البشرية، و بكلمة بالإمكان القول هنا ، ان مثل هذه الأمور ، التي ذكرناها في اسئلتنا ، ما هي في الحقيقة الا امكانيات و تسهيلات ، يريد علم طب النانو ، ان يضعها تحت إمرة الإنسان تسهيلاً لحياته.
تقنية النانو ، هي تقنية الإشياء الصغيرة جداً ، فمقياس النانو ، مقياس صغير جداً ، يعادل جزء واحد الى الف مليون جزء.
ان طب النانو في الواقع استخدام تقنية النانو في الوقاية من الأمراض ، التي تصيب الإنسان و علاجها ، و اذا ما تكاملت هذه التقنية، فإنها سوف تقود الى تغيير جذري في عالم الطب و الجراحة.
اما الأستخدامات المسجلة مختبرياً في هذا المجال ، فيمكن ان نشير اليها في النقاط التالية:
اولاً : اختبارات التشخيص للامراض.
ثانياً : العلاج الكيميائي.
ثالثاً : مضخات هرمون الأنسولين ، ذي الأثر الفعال في علاج حالات مرض السكر او البول السكري.
رابعاً : حقن الأدوية دون الإستفادة من الأبر والمحاقن التقليديه.
خامساً : اعمال مساعدة في مجال تحسين السمع.
سادساً : نظام تحويل و ارسال الدواء الى الأنسجة المريضة.
على ان احدى المشاكل ، التي تعترض طريق الباحثين في هذا المجال، هو فهم تأثير جزئيات النانو على الأنسجة الحية في الجسم، و مقدار التسمم ، الذي قد تسببه للجسم.
لقد انجزت العديد من الدول في مختلف انحاء العالم ، اعمالاً ضخمة في هذا الأطار، و حتى العام 2006 للميلاد، تم تسجيل ما يقرب من 130 دواءاً و نظاماً لأيصال الدواء الى الجسم، استفيد فيها من تقنية النانو.
هذا و من المتوقع في المستقبل القريب، ان تتمكن تقنية النانو في عالم الطب ، و في اقسامه المختلفة ، مثل نظام ايصال الدواء الى الجسم، و انواع العلاج و تصوير اجزاء الجسم ، باساليب متطورة للغايه ، تتمكن من تحقيق ثورة علمية ، يسجلها التاريخ الأنساني، بين ثورات البشر العلمية و التقنية.
و سيأتي الحديث باختصار و ايجاز حول المحاور التالية:
ا) نظام ايصال الدواء الى انسجة الجسم:
في هذا المجال ، ينصب اهتمام العلماء و الباحثين على حصول الأنسجة من الناحية البايلوجية على الدواء ،الذي تحتاجة في حالة المرض.
و المراد من الحصول البايلوجي، مقدار تواجد الجزئيات الخاصة من الدواء في الأنسجة المريضة، و في اي جزء من هذه الأنسجة ، يكون الدواء اكثر فاعلية ، ان مثل هذا الأمر يمكن ، ان يتحقق ، و يتضح لدى العلماء بواسطة الإستفادة من هندسة النانوالطالبة عبير سعود