طور باحثون في بريطانيا طريقة لتخزين البيانات الرقمية داخل هياكل صغيرة تحتويها أجسام زجاجية وقال العلماء في جامعة ساوثامبتون
" إن هذه التكنولوجيا للتخزين في قمة الاستقرار والأمن لدرجة استطاعتها البقاء لمليارات السنين. وهو أطول بكثير من متوسط عمر القرص الصلب العادي لأجهزة الكمبيوتر".
ويستطيع كل قرص تخزين ما يصل إلى 360 تيرابايت من البيانات، وهو ما يعادل 22.5 ألف ذاكرة هاتف "آيفون".
واستخدم العلماء نوعا متطورا من الليزر غير المرئي بالعين البصرية لتشفير المعلومات في تشكيلات صغيرة جدا، المعروفة باسم "هياكل النانو،" داخل كريستال "الكوارتز" المنصهر. وتغير هذه الهياكل الطريقة التي ينتقل بها الضوء عبر الزجاج، ما يسمح بقراءة البيانات عن طريق أجهزة المسح الضوئي الخاصة.
وطور العلماء العاملين في مركز أبحاث الإلكترونيات الضوئية التابع للجامعة عمليات تخزين واسترجاع البيانات الرقمية من القرص الزجاجي، ويبقى القرص محافظاً على بنيته ومعلوماته في شتى الظروف البيئية، بحيث يمكنه الصمود حتى 190 درجة حرارة مئوية.
تسمح بنية القرص الجديد بتخزين ما يصل إلى نحو 360 تيرابايت من البيانات، ويحفظ القرص البيانات لمدة تصل إلى 13.8 مليار سنة مما يعني أكتر من ثلاثة أضعاف عمر الأرض.
وتعتبر هذه التقنية خطوة كبيرة إلى الأمام في عملية تطوير تقنيات التخزين الرقمي، بحيث يمكنها البقاء على قيد الحياة لمليارات السنين باستخدام الرجاج.
ويُلقب الباحثون هذه التقنية لتخزين البيانات بـ"5D"، لأن المعلومات تُخزن ضوئيا في خمسة أبعاد مختلفة لـ"هياكل النانو"، وهي الارتفاع والطول والعرض والتوجه والموقع.
وتسمح الطريقة الجديدة بإيجاد ذاكرة تخزين محمولة مستقرة وآمنة، كما يمكن للتقنية الجديدة تقديم فوائد كبيرة للغاية للمنظمات التي تملك سجلات كبيرة مثل المحفوظات الوطنية والمتاحف والمكتبات وتساعدها في الحفاظ على تلك المعلومات والسجلات.
ويتم تسجيل الوثائق باستخدام الليزر فائق السرعة، والذي ينتج نبضات قصيرة جداً ومكثفة من الضوء، ويتم كتابة الملف عبر ثلاث طبقات من النقاط ذات البنية النانومترية والتي تفصل بينها خمسة مايكرو متر، بحيث أن المايكرو متر جزء من مليون من المتر.
وتقوم البنية النانونية ذاتية التجميع بتغيير الطريقة التي يقطعها الضوء من خلال الزجاج، وتعمل على تعديل استقطاب الضوء بحيث يمكن قراءته بواسطة المجهر الضوئي والمرشح البصري.
ويتم ترميز المعلومات في خمسة أبعاد هي الحجم والاتجاه بالإضافة إلى شكل التموضع ثلاثي الأبعاد للبنية النانومترية.