ما هو “النانو روبوت” ؟
روبوت شديد الصغر، بل هو أقرب لحجم الذرة، لكنه روبوت متكامل قادر على تنفيذ المهام وتسجيل وتخزين المعلومات، كما يمتلك شريحة ذكاء صناعي تمكِّنه من التصرف في بعض المواقف، وفقًا لنوع برمجته.. وهذا كله لا يؤثر في حجمه الذي لا يُرى إلا بالمجاهر الحديثة
إن مشروع “النانو روبوت” هذا، هو امتداد لأبحاث النانو تكنولوجي، وتقدمت في عصرنا هذا؛ لتصبح “النانو روبوتات” حقيقة واقعة، تعيش في أجسادنا وتحافظ عليها من كل ما يتعرض له جسدك الآن ويتلف بسببه.. اليابانيون من فعلوها وهذه حقيقة أخرى اعتدناها من زمن طويل.. دائمًا ما تأتي التكنولوجيا الحديثة من اليابان؛ ليصنعها العالم كله بعدهم، وكان العالِم “ياكاشي هوراشاكي” يردد وهو يتسلم جائزة نوبل عن إنجازه في هذا المجال: - (من اليوم ستحظى أجسادنا بالاحترام الذي تستحقه).. بحقنة واحدة سيتم ضخ ملايين “النانو روبوتات” لتعيش في جسدك إلى الأبد، ولتحافظ عليه حتى تحين ساعتك لأسباب طبيعية بحتة،
لكن وحتى هذه اللحظة المجيدة، يمكنك أن تنسى المرض والشيخوخة والفيروسات والبكتريا والسرطان والكولسترول، وحتى الكسور والإصابات، فالروبوتات في جسدك تعرف ما عليها فعله تمامًا..
في عصرنا هذا يعيش كل واحد منا وفي جسده جيش يعمل على حمايته من أي عامل يضرّ به سواء أكان داخليًا أو خارجيًا، وهذا الجيش لا يتوقف عن العمل لحظة واحدة منذ أن يسري في عروقك.. كل شيء يتم مراقبته وقياسه وتسجيله، وكل طارئ يتم التعامل معه، قبل أن ترسل إشارة إلى جهاز عرض خاص، يبلغك بتطورات جسدك أولاً بأول، ولو حدث خلل ما -رغم أن هذا لم يحدث حتى الآن- سترسل إشارة أخرى لوحدة الأبحاث الصحية التكنولوجية، التي سترسل لك فريقاً قادراً على التعامل مع هذا الخلل، في دقائق معدودة..
لو كان للأطباء الجراحين وسائل في غاية الصغر والدقة واستخدموها لتقصي الخلايا السرطانية والقضاء عليها، ترى ما كان يحدث؟ وإذا كان بالإمكان عزل جزء مصاب من الخلية الحية ومن بعد ذلك إبداله بأخر سالم بالاستفادة من آله بيولوجية، ماذا كان يحدث؟ وحقاً لو أصبح ذات يوم في مستطاع الإنسان اختراع وسيلة، صغيرة جداً بحجم الجزيء تقوم بعملية ايصال الدواء الى الجزء المطلوب من نسيج في الجسم، هل يعتبر هذا الأمر انجازاً خارقاً وامراً مهماً في دنيا الطب وعالم التكنولوجيا؟ هذه التساءلات التي طرحناها هنا، والعديد من امثالها ليست من قبيل الخيال العلمي، وما هي باجزاء من سيناريوهات افلام الخيال العلمي وقد اصبح موضة في سينما العصر الحديث. لا سيما منذ 30 او 40 عاماً مضت.
نعم ان هذه الأمور هي قوام بحوث علمية يعكف العلماء على متابعتها في الوقت الحاضر، واذا ما اثمرت مثل هذه البحوث، فإنها بلا ريب ستحقق ثورة في علم الطب، واسلوب حياة البشرية، وبكلمة بالإمكان القول هنا ان مثل هذه الأمور التي ذكرناها في اسئلتنا ما هي في الحقيقة الا امكانيات وتسهيلات يريد علم طب النانو ان يضعها تحت إمرة الإنسان تسهيلاً لحياته. تقنية النانو هي تقنية الإشياء الصغيرة جداً فمقياس النانو مقياس صغير جداً يعادل جزء واحد الى الف مليون جزء. ان طب النانو في الواقع استخدام تقنية النانو في الوقاية من الأمراض التي تصيب الإنسان وعلاجها واذا ما تكاملت هذه التقنية، فإنها سوف تقود الى تغيير جذري في عالم الطب والجراحه.
الطالبة/ الاء مصطفى سيف النصر