إن الطرق التقليدية لاكتشاف الجريمة لم تعد كافية للوصول إلى أعماق الأمر بمعرفة تفاصيل الجريمة ومعرفة مرتكبها والقبض عليه وإسنادها إليه، ولا شك أن التقنيات الحديثة قد لعبت دوراً أكبر في عمليات اكتشاف وإسناد الجريمة إلى مرتكبها، فأصبحت الآثار الحيوية التي يتم العثور عليها في مسرح الواقعة ذات أهمية قصوى؛ حيث يتم تحليلها وفحصها في المختبرات الجنائية بإحدى الطرق والأجهزة العلمية المستحدثة للوصول إلى النتائج الدقيقة واستخدم في ذلك علم الكيمياء والفيزياء والأحياء والتشريح... إلخ؛ لقد بدأ علم تقنية النانو يغزو العالم بتطبيقاته التي قاربت الخيال، ومن مميزات تقنية النانو في المجال الجنائي
:
أولا:ًإمكانية التحكم بتحريك الذرات المنفردة بدقة وإعادة ترتيبها، ما يمكن الجهات
المختصة في المجال الجنائي من إعادة بناء مسرح الواقعة الجرمية، ومن ثم معرفة
كيفية وقوع الجريمة.
ثانيا:ً تحويل المواد إلى الحجم الذري سيكون الطريق الجديد لبناء الآلات والتقنية الدقيقة مثل الروبوتات المجهرية، ما يساعد خبراء الأدلة الجنائية على البحث والتنقيب عن الآثار المادية الخفية التي يصعب اكتشافها بالوسائل التقليدية.
ثالثا:ًبحسب العالم كريلمان، فإن تقنية النانو تقوم على توحيد وضم جميع أنواع العلوم باحتمالات لا حد لها، ولا يمكننا التنبؤ بنتائجها، فهي تشجع الجميع باختلاف تخصصاتهم العلمية والاجتماعية والإنسانية في مجالها والتعاون فيما بينهم.
رابعا:ًلما كانت تقنية النانو تعتمد على الأسس والأبحاث العلمية التي تتصف بإمكانية تطبيقها في استخدامات جنائية، وذلك بتحليل وفحص الآثار الحيوية المادية في مسرح الجريمة بأحدث الأجهزة والمجاهر المتقدمة، ما يساعدنا في الحصول على نتائج علمية دقيقة للأثر، وكذلك في تحقيق شخصية المشتبه به في الجريمة ومن ثم إثبات أو نفي وقوع الواقعة الجرمية.
خامسا:ً أصبح من الممكن أن تطبق تقنية النانو تكنولوجي في مسرح الجريمة مباشرة، ومن ثم تجنيب الدليل المستخلص من العينة الحيوية من الطعن أمام الجهات المختصة بسبب وسائل وإجراءات الحصول عليها إذا شابها خطأ بشري، وأن العينة الحيوية المطلوبة كعينة من الدم ضئيلة جدا،ً ومن خالل هذه التقنية تمكن خبراء الطب الشرعي من تحديد عمر عينات الدم (مصبح،2014).